Admin Admin
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: تابع كان واخواتها الخميس يناير 29, 2009 10:27 am | |
| لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل ، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا ، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها ، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال . فـ " صبرا ، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين ، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد ، والمعنى : أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1} . وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم . أما الشاهد في البيت فقوله : " آض كأنه سيوف " ، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما : الصيرورة ، والرجوع ، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة فأعملت عمل صار ، وكان اسمها ضمير مستتر ، وخبرها " كأنه سيوف " ومنه حديث سمرة في الكسوف " إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تنومة " . قال أبو عبيد : آضت أي : صارت ورجعت {2} . أما الشاهد قي قول الأعرابي : " قعدت كأنها حربة " فجعلوا قعدت بمعنى صارت ، وليس بمعنى جلست ، وبذلك رفع الاسم وهو الضمير المستتر العائد على الشفرة ، وجملة كأنه حربة في محل رفع خبره . أنواع كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان . كان وأخواتها على نوعين : ــ الأول ما يكون تاما ، وناقصا . والثاني : ما لا يكون إلا ناقصا . فالفعل التام هو : ما يكتفي بمرفوعه ، ويكون بمعنى وجد ، أو حصل . 46 ـ نحو قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }3 . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ روح المعاني ج13 ص54 ، والبحر المحيط ج5 ص346 ، والعكبري ج2 ص59 . 2 ـ لسان العرب ج7 ص116 مادة أيض . 3 ـ 280 البقرة . فـ " كان " في الآية السابقة تامة لأنها بمعنى وجد ، و " ذو " فاعله مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة . والأفعال التي تستعمل تامة ، وناقصة هي : ــ كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظل ، صار ، بات ، مادام ، ما برح ، ما انفك . وهذه أمثلة لبعض الأفعال في حالتي النقصان ، والتمام . الأفعال الناقصة الأفعال التامة ـــــــ ــــــــ 1 ـ أمسى القمر بدرا . قال تعالى : { فسبحان الله حين تمسون }1 . 2 ـ قال تعالى : { أصبح فؤاد أم موسى فارغا }2 . قال تعالى : { وحين تصبحون } 3 . 3 ـ قال تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا }4. لو ظلت الحرب لأدت إلى الفناء . 4 ـ صار العنب زبيبا . قال تعالى : { ألا إلى الله تصير الأمور }5 . 5 ـ ما دام الأمر معلقا . قال تعالى : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض }5 . 6 ـ ما مبرح المسلمون يجاهدون في سبيل الله . قال تعالى : { فلن أبرح الأرض }7 . 7 ـ ما انفك الطالب مواظب على درسه . انفكت عقدة الحبل . معاني تلك الأفعال في حالتي النقصان والتمام : المعنى في حالة النقصان المعنى في حالة التمام ـــــــــــ ــــــــــــ كان : تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي . بمعنى وجد ، أو حصل . أمسى : اتصاف الاسم بالخبر في المساء . دخل في المساء . أصبح : اتصاف الاسم بالخبر في الصباح . دخل في الصباح . أضحى : اتصاف الاسم بالخبر في الضحى . دخل في الضحى . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 17 الروم . 2 ـ 10 القصص . 3 ـ 17 الروم . 4 ـ 58 النحل . 5 ـ 53 الشورى . 6 ـ 107 هود . 7 ـ 80 يوسف . ظل : اتصاف الاسم بالخبر في النهار . بمعنى بقي صار : تحول الاسم من صفة إلى صفة . رجع ، أو انتقل . بات : اتصاف الاسم بالخبر في الليل . دخل في الليل . ما دام : بيان مدة اتصاف الاسم بالخبر . بمعنى بقي . ما برح : تفيد الاستمرار . ذهب ، أو فارق . ما انفك : تفيد الاستمرار . انحل ، أو انفصل . تنبيه : يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو : كان البحر هادئا . وقد يكون مستمرا ، 47 ـ نحو قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما }1 . الثاني : ما لا يكون إلا ناقصا . الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه ، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر ، وهذا النوع من الأفعال هو : فتئ : نحو : ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه . 48 ـ ليس : نحو قوله تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها }2 . زال التي مضارعها يزال : 49 ـ نحو قوله تعالى : { لا يزالون مختلفين }3 أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة ، ولا تكون ناقصة . نحو : زالت الشمس . وهي حينئذ بمعنى تحرك ، أو ذهب ، أو ابتعد . 21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير : زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل " ، وفاعل زالوا " واو الجماعة " ، وفاعل فما زال " أنكاس " . وتأتي زال التامة بمعنى " ميز " . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 152 النساء . 2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 118 هود . نحو : زال الراعي غنمه من غنم أخيه . ومضارعها في هذه الحالة " يزيل " . ومن معانيها : نحى ، وأبعد . وهي باختصار تفيد : الذهاب ، والانتقال . تنبيه : قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة ، أو ناقصة ، وفي هذه الحالة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع التالية : 1 ـ بين المبتدأ والخبر . نحو : زيد كان قائم . فـ " زيد " مبتدأ مرفوع ، و” كان “ زائدة لا عمل لها ، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة . 2 ـ بين الفعل ومعموله . نحو : لم أر كان مثلك . وما صادقت كان غيرك . أر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . كان : زائدة لا عمل لها . مثلك : مفعول به ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه . 3 ـ بين الصلة والموصول . نحو : وصل الذي كان أوعدك . 4 ـ بين الصفة والموصوف . نحو : التقيت بصديق كان مسافرٍ . 22 ـ ومنه قول الشاعر* : وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة ، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها . 5 ـ بين الجار والمجرور . 23 ـ كقول الشاعر* : سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب 6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب . نحو : ما كان أكرمك . ما كان : تعجبية مبتدأ ، وكان : زائدة لا عمل لها . ــــــــــــــ *الشاهدان بلا نسبة . أكرمك : فعل ماض ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على ما ، والجملة في محل رفع خبر ما . تنبيه : لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي . كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف . تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين : ـ 1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا ، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو : ما دام الناقصة ، وليس . أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع ، والأمر . نحو : مثال المضارع " يدوم " : لا يدوم إلا وجه الله . ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين . 2 ـ قسم متصرف ، وينقسم بدوره إلى نوعين : ـ أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا ، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل . وهو : زال ، فتئ ، برح ، وانفك . مثال ماضي زال ، 50 ـ قوله تعالى : { فما زالت تلك دعواهم }1 . ومثال المضارع ، 51 ـ قوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }2 . ومثال اسم الفاعل ، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي : قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ الشاهد في البيت قوله : زائرا ، فهو اسم فاعل من زال الناقصة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3} . ومضارع فتئ : يفتأ . نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }4 . واسم الفاعل : فاتئ . 52 ـ نحو : ما فاتئ المصلي قائما . ومضارع برح : يبرح . 53 ـ نحو قوله تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين }5 . | |
|